الحمدلله أن الله سبحانه وتعالى تكرم على خلقه بالتوبة والإستغفار وبالإستعداد به سبحانه وتعالى برحمته ومغفرته وحبه للعفو على من يعود ويرجع للمولى عز وجل. كثير من الناس يريد بعد أن إرتكب معصية صغيرة كانت أم كبيرة أن يتوب ويرجع إلى الله وأحياناً تكون هذه النية عند كثير من الناس.ولكن الواقع يبين أن ليس كل من تتوفر لديه هذه النية بالتوبة أو الإستغفار أو الإنابة والرجوع إلى الله يعلم كيف يتم ذلك هل يتوب أو يستغفر؟ ولو قرر التوبة فكيف يتوب؟؟ وهل سيتقبل الله مني؟؟؟ وكثير من الأحيان يتدخل الشيطان في هذا إما لكي يمنع التوبة أو يؤخرها فما هي الخطوات التي يجب أن تتبع إذا أخطأ الإنسان يتوب أو يستغفر؟؟ ويبدأ بأي منهما ؟؟ وما الفرق بينهما؟؟
هذا سؤال مُلِحّ: الفرق بين الإستغفار والتوبة فرق في تداخل إستخدام اللفظ أو شيوع إستخدامه. فأصل الكلمة يختلف عن شيوع إستخدامها.مثال ذلك من يرتكب الكبيرة ويقو ل أنه سيستغفر؟؟؟ وهذا لا يجوز فيجب أن نفهم الفرق بين الإثنين و أيهما أسبق و الذي يجب أن نكون عليه. والقرآن وضح في أكثر من موقف الفرق بينهما ومتى يكون الإستغفار ومتى تكون التوبة. ولكن سورة هود هي أقرب سورة لتصوير معرفة كل واقع لكل كلمة في الإستغفار والتوبة. المعصية التي تكون فيها كبائر تستوجب توبة. الإستغفار حالة متداخلة مع التوبة لأنها واقع حياة. يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (ياآيها الناس إستغفروا ربكم وتوبوا إليه فإني أستغفره وأتوب إليه في اليوم مئة مرة) و في رواية (أكثر من سبعين مرة) وكلمة سبعين عند العرب كلمة للتهويل ودلالة على كثرة العدد. في الآيات الثلاث الأولى من سورة هود توقيع نادر للقرآن من حيث توصيف المنهج وكنه الكتاب وتوجيهات الرسول صلى الله عليه وسلم كيف تكون؟. قال الله تعالى
الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْا فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ 3 هود) كتاب أحكمت آياته ثم فصلت...من لدن حكيم لأنها أحكمت وخبير لأنها فصلت. أحكمت. متى يكون البناء محكم؟ عندما لا يكون هنالك ثغرة فبه. والكلمة مأخوذة من إقامة البناء فكأن المنهج الذي أرسله إليك المولى عز وجل لا يوجد فيه أي ثغرة فلن يكون لك حجة يوم القيامة أن تقول بأنك لم تفهمه أو لم تنتبه له فأحكمت آياته ثم فصلت وبذلك لا أحد يستطيع أن يدعي الجهل أو عدم إداركه في الوقت الذي وصل البشر إلى أعلى درجات التقدم والعلم والتطور والتفاخر بهذا التطور والإختراق العلمي الهائل دون أن يعلموا أن هذا سيكون حجة عليهم فالذي و صل الى مثل هذه المرحلة أين هو من المنهج؟؟؟؟؟. الله تبارك و تعالى يقول
وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ 105 الإسراء) فالكتاب ينزل إلى السماء الدنيا مجمل بالترتيب الذي نقرأ به المصحف الآن...ثم من أول إقرأ نبدأ نأخذ من هذا الكتاب آيات بتفصيل معين يواكب الأحداث. فالجمع موجود أساساً لله رب العالمين بإحكام. فالترتيب الآن بمراد الله عز وجل. فالكتاب محكم. فالترتيب لا أحد يستطيع عمله والتوصيف لا أحد يستطيع قوله وتوقيع للأحداث منقطع النظير. لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
إتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتكم) وذلك في الشريعة فقط وليس المقصود علوم الدنيا والثقافة فقد قال صلى الله عليه و سلم
أنتم أدرى بشؤون دنياكم). ما سكت عنه الشرع ولا يخالف عرف أو قاعدة عامة أو أخلاق أو آداب فلا بأس وهذه رحمة من الله تبارك وتعالى. كثير من الناس غير المتعلمين بل والمتعلمين أيضاً من يجد صعوبة في تدبر آيات القرآن و الفهم . والمشكلة ليست في القرآن ولكنها تكمن في الناس...فالمنهج واضح قال الله تعالى
وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ17 القمر) فالعيب يكمن إذاً في المدكر في المتلقي .والراسخون في العلم -في الآيات- لا تعني أنهم يعلمون. ولها معنى في التوقيع أن الراسخ في العلم يؤمن حتى لو لم يفهم. لأن حتى الراسخ في العلم ليس من المفترض أنه يحيط بعلم الأمور كلها. قال الله تعالى
قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى 124 طه) وهذه هي حالنا الآن.الذي يتبع المنهج يستغفر من باب طلب معية الله وليس مغفرة ذنوب. ولكن هذا لا يعني انه لن يخطيء. قال المولى عز وجل
الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إِلاَّ اللَّمَمَ 32 النجم) فهذا واقع حال كل مسلم. فيجب أن تكون ملتصقاً بالمنهج وأول ما أن يصيبك بوادر معصية بوادر أو بُعد عن الله تبادر بالعودة إليه. قال تعالى
فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى) فالذي يعيش في معية الله يكون في قمة الراحة فهو لا يراقب الناس ولا يحسد ولا ينم ولا يغتاب ولا يكذب فيشكر ويحمد في السراء ويشكر ويصبر في الضراء.
ونعود إلى سورة هود: من فضل الله علينا التفصيل والتفصيل أتى من الإحكام . فمن ضمن الإحكام أنه يفصل ويفهمه جميع الناس ولا يختلف عليه إثنان. وبعد أن نقرأ قوله عز وجل(الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ) نتوقع توجيه وهو ( ألا تعبدوا إلا الله) وهذا هو أول توجيه بعث به محمد صلى الله عليه وسلم التوحيد. الآيات التي تليها توضح وقوع أمر ما وهو الذي حصل منذ عهد آدم عليه السلام. هل آدم ساعة أمره الحق تبارك وتعالى بعدم الإقتراب من الشجرة قام بطرح التساؤلات لماذا؟؟ والإحتجاج؟ لا لم يحدث وهذا هو التوحيد (سمعنا و أطعنا). ولكن سيحصل أمر ما ولقد خلقنا الله على هذه الخلقة وهذه الطبيعة(أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ) من واقع القرآن هل يحدث حساب يعقبه؟ إما نعيم وإما عذاب من غير رسالات (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً 15 الإسراء) وهذه قاعدة. ولذلك سنسأل يوم القيامة ألم يأتكم نذير؟؟؟ قالوا بلى. قال تعالى
وأن إستغفروا ربكم ثم توبوا إليه).لو أن شخصاً في هذه الدنيا يحيى بلا أي مبالاة فلن يفطن إلى كلمة أستغفر الله..ثم حصل لهذا الشخص أنه سمع آخراً يقول أستغفر الله. فهو بنطقه للألف والسين والتاء علم أن هنالك إلهاً.بدليل أنك تقول أستغفره وأستغفر تعني طلب الستر والمغفرة من الله وما دمت عرفته فتُب إليه. فالتوبة لم تظهر إلا بعد الإستغفار لأن الألف والسين والتاء تدل على العلم بأن هنالك إلهاً وأنه يستغفر .ومادمت عرفته فإذهب إليه .ويعلمنا النبي صلى الله عليه وسلم أن أفضل توبة هي التوبة عن توبة. فقد كان يتوب إلى الله رغم أنه معصوم ولكن يتوب عن توبة (فإني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم مئة مرة) والتوبة إلى الله ليست الرجوع من معصية فقط لأن جمال معرفة الإله الحق بأن تبقى و تحيى في معيته. فالتوبة هي الرجوع فإذا تبت ورجعت إلى الله إياك أن ترجع من عنده بل إبقى في معيته.
قال تعالى
وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ 105 الإسراء) وتفسيره: وبالحق أنزلناه كتاباً مجملاً كما هو الآن إلى السماء الدنيا وبالحق نزل قرآناً يُقرأ ومنجّماً على مدار 23 سنة. ( وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ 106 الإسراء) فلو أخذنا مثال المجادلة: فهي لجأت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والرسول ليس لدبه تشريع ولو أن الموقف إنتهى هكذا لظهر كثير من المكذبين يقولون ما الفائدة إذن؟؟؟ حتى سؤالها الرسول صلى الله عليه وسلم أتى من بعده تشريع فيقول المولى عز وجل
قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا 1 المجادلة) فهل معنى هذا إن الله تعالى قد سمع الآن؟؟ لا لأن الله سمعها قبل أن تقولها فهو الذي عز وجل قدرها من قبل أن تخلق ولذلك يجب أن نفهم ونضع الآيات على مدار(وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ 29 التكوير) يجب أن يشاء الله لكي نستطيع أن نشاء.
التأويل (أم الكتاب وأخر متشابهات) تبيّن وظيفة البشر (فيتّبعون ما تشابه منه إبتغاء الفتنة وإبتغاء تأويله) هنالك شخص هدفه يكون أن يشرح لك القرآن ويفسره لكي تعمل الناس وآخريعيب القرآن فلكي يعيبه لن يبحث عن المحكم بل عن المتشابه ويدعي أنه يحاول أن يأوله ولا يعلم تأويل القرآن إلا الله قال تعالى: (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا 7 آل عمران) الراسخون في العلم مؤمنون حتى إذا لم يصلوا إلى حدود المعرفة المطلقة ومثال ذلك ما فعله الصديق رضي الله عنه في مسألة العروج فقد وقف موقفاً بين طرفي النقيض : الذي يقول أنه لن يفكر بهذا الموضوع ولن يستعرضه على عقله لكي لا يهزني و يخرجني من الإيمان والآخر كذب أما أبو بكر فقال بأنه يصدقه في ما وراء ذلك بخبر السماء يأتي به وحي فكيف أكذبه في هذا الأمر؟! فالأمر الذي يستعصي عل أي شخص ما فهمه لا يلغيه من عقله ولكن يؤمن به يوجه طاقته من طاقة المعرفة إلى طاقة الإيمان فأبو بكر رضي الله عنه طبق قوله تعالى(كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ).
قال تعالى (ويؤت كل ذي فضل فضله)المذنب يستغفر الله ويتوب إليه حتى يعفو عنه يبعد عن الذنب ومن المنطق البشري أن يقال: أعفو عنكم وأسامحكم لكنه تعالى أعطانا نتيجة أخرى: ( وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى 3 هود) فما هو المتاع هنا؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر) فهل في السجن متاع؟ .والدنيا جنة الكافر وهذا ما نراه جميعاً فالكافر منطلق في الدنيا دون أي قيود أو حدود يفعل ما يريد وما تهوى نفسه لأن ليس لديه منهج يحكمه ولكن أُنظر لما بعد الدنيا فما عمر الدنيا بالنسبة للواحد منا؟100 120 150 ثم ماذا؟؟؟؟ فالمتاع الحسن ليس معناه أن تكون متمتعاً في الدنيا فأنت كأنك مسجون لأنك متبع لمنهج لا تقوم بأي أمر إلا بعد أن ترجع إلى المنهج فهذا مثل الحصار فهذه الحدود سجنتك ولكن أُنظر إلى ما بعد هذه الحدود..إنظر ساعة تخرج من الدنيا. فالمتاع هنا هو المتاع لما سيحدث بعد الأجل المسمى-أي الموت- فأنت تصبر في الدنيا لأجل نعيم أزلي نعيم مقيم و دائم فالإنسان الفطن يفطن لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خذوا من ممركم لمقركم) فعش في الدنيا على مراد الله فيك وإنتظر الوعد قال تعالى
مَّثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ 35 الرعد) الوعد لا يكون أبداً إلا في شيء فوق التصور من الجمال ودائماً يكون بالخير غير العادي وهذا عكس الوعيد الذي يكون من الإيعاد وهو عكس الوعد فالمتاع هنا للمؤمن أنه وصل من قناعته برضى المولى عز وجل وإرضائه آناء الليل وأطراف النهار أنه حتى عندما يكون في ضيق يأخذه على أنه متاع لأنه رغم السجن الذي هو فيه إلا أنه راضي رب العالمين (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ 10 الزمر) لأنه صبر على هذا الضيق وهذا السجن قال تعالى
يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي 30 الفجر) راضية رغم أنها كانت مريضة ومتعبة ومبتلاة وفقيرة وتاركة لجميع الملذات إلا أنه مع الضيق الذي كان يعيش فيه كأنه في متاع وفي نعيم لأن معية الله نعمة لا أحد يعرف قيمتها إلا الذي عاشها فلو أن أحد جرب أن يترك معصية إرضاءً لوجه الله تعالى فسوف يشعر بحلاوة الإيمان وحلاوة رضى المولى عز وجل التي تفوق لذة المعصية ويبقى السجن بالنسبة له متاع فإمنعوا أنفسكم عن المعاصي تعيشون في هذا المتاع والنعيم الذي نرى فيه الكفار يكون وقتياً (أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ فِي حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا وَاسْتَمْتَعْتُم بِهَا فَالْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ 20 الأحقاف) و لهذا هي جنة الكافر وكم سيعيشون في الدنيا؟؟؟؟ نوح عليه السلام الذي عمّر ألف سنة قال: ( الدنيا كأنها دار له بابان دخلت من أحدهما و خرجت من الآخر). قال الله تعالى
فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى 123 طه) فمن إتبع هدى المولى عز وجل فلا يضل-لا يرتكب الكبائر ولا الفواحش-لأن الله يحميه ولا يشقى لا في الدنيا ولا الآخرة (وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى 124 طه) الضنك هو الحياة غير السعيدة مع كل مقومات السعادة فهو لديه كل مقومات السعادة وغير سعيد .والنعيم ليس من سمات الدنيا. النعيم من سمات الآخرة فكل نعيم سوى الجنة حقير وكل عذاب سوى النار هين. وأهم أمر أن مصيبتنا ليست في ديننا فالحمد لله رب العالمين. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا:ومن يأبى قال: من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى) فيجب علينا الإستغفار والتوبة فإذا كان المعصوم محمد صلى الله عليه و سلم يستغفر ويتوب وهو الذي غفر له ما تقدم له من ذنب و ما تأخر فما بالنا نحن؟ ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ 21 الأحزاب) فهو صلى الله عليه وسلم لم يكن يحمل هم الدنيا لأنها زائلة ولكنه كان يحمل هم الوقفة في اليوم الآخر اليوم الفيصل في ميزان كل البشرية.