--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه
يجري الان في غزة صراع دموي كبير بين تنظيم فتح وتنظيم حماس
ويتهم كل طرف من هذه الأطراف الطرف الاخر بجملة من التهم التي يبرر من خلالها ما يقوم به من سفك للدماء عن طريق هذا الاقتتال
فحماس تقول بأنها تريد أن تقضي على " الزمرة الخائنة" وفتح تقول بأن هذا انقلاب على "الشرعية الفلسطينية " ويدور أتباع كل من الحركتين في هذه الدائرة يبررون ما يصدر عن قادتهم
ولكن هذه النظرة السطحية إلى الأمور لا يمكن أن تؤدي إلى فهم لما يجري فعلا في قطاع غزة
بل إن الأمر يحتاج إلى العمق في الرؤية واستنارة في التفكير للوصول لحقيقة ما يجري في قطاع غزة
ولكي نستطيع الحكم على ما يجري دعونا نرجع قليلا لما جرى في " اتفاق مكة "
لقد سبق اتفاق مكة اقتتال عنيف دار بين مقاتلي فتح وحماس برزت من خلال هذه الاقتتال "مشكلة " بين حماس وفتح أدى ذلك إلى ذهاب كلا الطرفين ( فتح وحماس ) إلى مكة المكرمة ليعقدة اتفاق مكة
فكان اتفاق مكة يحمل مفعولا سحريا وبرز هذا الاتفاق كقاعدة لتشكيل حكومة وحدة وطنية
ولو نظرنا لبنود هذا الاتفاق لرأينا أن الخط العريض في هذا الاتفاق هو "حقن الدم الفلسطيني" لكن نظرة تدبر في هذا الاتفاق ترينا أن فيه بندا ينص على احترام قرارات الشرعية الدولية
وهنا لابد أن نضع علامة استفهام كبيرة
ما شأن حقن الدم الفلسطيني باحترام قرارات الشرعية الدولية ؟
الجواب على ذلك هو أن اتفاق مكة لم يعد أصلا لحقن الدم الفلسطيني وانما لاحترام قرارات الشرعية الدولية وما كان سكب الدم الفلسطيني إلا عيارة عن وسيلة الضغط على الشعب الفلسطيني ليقبل بعد هذا الاقتتال بما سيجري من اتفاقات مهما كانت هذه الاتفاقات
فتم" ترويض" الشعب الفلسطيني عن طريق هذا الاقتتال حتى صرخ الشعب قائلا: اتفقوا على ما شئتم
وعندما وصل الشعب الفلسطيني لدرجة جيدة من " الترويض " أصبح هذا الشعب مستعدا ليتلقى خبر أن حماس وفتح اتفقتا على احترام قرارات الشرعية الدولية فخرج هذا الشعب يرقص فرحا لهذا الاتفاق الخياني
ولنرى لو أن حماس وفتح اتفقتا على احترام قرارات الشرعية الدولية دون أن يسبق هذا الاتفاق اقتتال عنيف
لكانت ردة فعل الشارع الفلسطيني عنيفة وعنيفة جدا
ولكن الواعين من الامة والذين أدركوا ما وراء اتفاق مكة وقفوا في وجه هذا الاتفاق وفورا تم اتهام هؤلاء الواعين بأنهم دعاة فتنة وأنهم مع الاقتتال
نحن لسنا مع الاقتتال ولكننا نوضح للأمة أن هذا الاقتتال الحاصل اليوم كسابقه هو ذريعة ليتم توقيع اتفاق يوقف الاقتتال بالاضافة إلى بند خياني بعد أن نجح الاقتتال في "ترويض " الأمة
عودة لما يجري في غزة الان
إن الناظر إلى الأمور كيف تفجرت بشكل خطير يجعلنا ننتظر "اتفاق مكة جديد" ربما يكون هذه المرة أدهى وأمر من سابقه
فها قد عادوا للاقتتال ثانية وكلما كانت الدماء التي تسيل أكثر فإننا نتوقع اتفاقا بحجم كارثي
لقد ملّ الناس ما يجري في غزة وهذا من أهم أهداف الاقتتال في غزة
ونتيجة لهذا الملل القائم لدى الناس فقد تم " ترويضهم" لكي يقبلوا بعد ذلك باتفاق يحقن الدم الفلسطيني ولكنه أيضا يجيء بقوات دولية إلى غزة
هذه هي النقطة المهمة في الموضوع
فكما كان اتفاق مكة طابعه العريض هو حقن الدم الفلسطيني ولكن اضيف اليه احترام قرارات الشرعية الدولية
فها نحن اليوم ننتظر اتفاقا جديدا بعدما تم "ترويض" الشعب الفلسطيني ، ننتظر اتفاقا يكون طابعه العريض حقن الدم الفلسطيني وحفظ الأمن ، ويكون ذلك بارسال قوات دولية أو عربية أو بتطبيق الخطة الأمنية وكل هذه الأمور بدأت تلوح في الأفق من خلال تصريحات زعامات العالم من الاتحاد الأوروبي والبيت الابيض وبدأنا نسمع عن احتمال عقد اتفاق جديد في القاهرة
فلربما أصبحنا بعد أيام نسمع باتفاق القاهرة بدلا من اتفاق مكة
وعندما يرفض مخلص هذا الاتفاق سيطل علينا الجهلة ويقولون (هل تريدنا أن نقتتل؟) تماما كما حدث بعد اتفاق مكة
فيا أبناء فتح وحماس انظروا وتفكروا وتدبروا ستجدون أنكم الوقود الذي يستخدمه الغرب الكافر من أجل تنفيذ مخططاته في بلاد المسلمين ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( المؤمن كيّس فطن )
فكونوا كذلك ولا تكونوا وقودا تسير به مركبة الخيانة
كلي أمل بأن تتم قراءة هذه الكلمات بروية وهدوء للوصول لأفضل النتائج باذن الله
يا ابن حماس ويا ابن فتح حاولو ولو لمرة واحدة أن تبتعدوا عن أسلوب "الردح" الذي تقومون به في المنتدى وغير المنتدى وأن تقرؤو هذه الكلمات بروية
وكلي أمل أن يؤدي هذا الكلام إلى نتيجة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته