هل سافرت اليوم في رحلة ممتعة؟

هل تحب الرحلات الممتعة هل تحب أن تطول رحلتك الممتعة وتطول في مكان أنت فيه لوحدك؟؟ هل تحب أن تكون لوحدك في مكان تجد فيه اللذة والسعادة والراحة والطمأنينة ؟
هذه رحلة خاصة تستطيع أن تقوم بها في أي وقت شئت وبالمناسبة هي مجانية فلن تدفع فيها فلساً واحداً . بل على العكس أنت من سيغنم ويربح وتعود منها محملاً بما لا يحصى من المكافآت وتستطيع القيام بهذه الرحل بعدد غير محدود ووقت ممدود أنت من تقرر متى تذهب وكم مرة تذهب ومتى تعود فتسعد وترتاح وتروح عن نفسك... إنها رحلة من نوع خاص تتخلص فيها من هموم الدنيا ومتاعب الحياة ومشاكلها فترميها كلها وراء ظهرك وتذهب في هذه الرحلة المباركة فإن تشوقت نفسك إلى القيام بها فأكمل معي السطور .... عليك أولا ً الاستعداد لها باللباس والبدن الطيب الطاهر النظيف ثم الوضوء ثم البحث عن مكان خالٍ تكون فيه لوحدك أغلق الباب ... استقبل القبلة.... استحضر قلبك وفكرك وعقلك... ارم كل همومك ومشاكلك خلف ظهرك... ارفع يديك إلى شحمة أذنيك.... قل... الله أكبر مستحضراً ما لهذه الكلمة من معاني تنسيك كل ما هو أحقر وأصغر... ابك فإن لم تستطع فتباكى... اذكر الله بدعاء الاستفتاح... اقرأ... الحمد لله رب العالمين... الرحمن الرحيم استحضر معاني الحمد ومواطن الرحمة التي من أعظمها وأفضلها وقوفك هذا الموقف أكمل الفاتحة بما فيها من معاني العبودية الخضوع والتذلل واللجوء لله رب العالمين اعلم الآن الله يقول حمدني عبدي.. مجدني عبدي.. هذا بيني وبين عبد وبعد أن تقول آمين وقد امتلاء القلب خشوعاً وخضوعاً وانكساراً وتذللاً وحباً ورغبةً ورهبةً. الآن يقول لك الله تعالى جل في علاه(هذا لعبدي ولعبدي ما سأل).. استشعر هذه اللذة ... اقرأ ما تيسر لك من القرآن... تدبر معانيه تدبر في آيات الأمر والنهي وقلت بملء جوارحك... ( سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ). تدبر آيات الوعيد ثم قل بملء جوارحك ( ربنا ظلمنا أنفسنا فتب علينا إنك أنت التواب الرحيم ) تدبر آيات الرحمة وقل بملء جوارحك ( ربنا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين) اركع... استحضر ما في الركوع من المعاني أنت لا تركع ولا تخضع ولا تحن هذا الرأس إلا للواحد الديان... بديع السموات والأرض ملك الملوك من بيده مقاليد كل شيء الواحد الأحد الصمد... سبح... تعرف معنى التسبيح إنه إقرار منك بتنزيه الله عن كل صفات النقص.. سبحان ربي العظيم... أنت بين يدي العظيم... هل تدرك هذا ؟ ارفع رأسك وقف معتدلاً حتى تطمئن جوارحك ثم اسجد... اسجد طويلاً... سبح إنه الأعلى تجلى في علاه ابدأ بث شكواك ناج أفرغ ما في داخلك... كل شيء... كل ما ينغص عليك... كل ما يجول بخاطرك... كل ما يزعجك... كل ما يؤلمك... كل ما ينكد عليك ويعكر صفوك... كل ما يقلقك... كل شيء.. أفرغه أشكو اطلب التجأ فأنت بين يدي المعطي... أنت بين يدي الحنان.. أنت بين يدي الكريم... أنت بين يدي ملك السموات والأرض... ماذا تريد ؟.! اسأل تمنى ... البشر يغضبون أو يكرهون أو يتمللون من كثرة الطلبات والشكاوي. أنت الآن بين يدي من يغضب إذا التجأت إلى غيره... لا يحب من يشتكي سواه... هل ارتحت أكمل أعد سلم... هل أحسست بلذة هذه الرحلة...؟؟؟ هل استشعرت حلاوتها...؟؟ كررها متى شئت...؟؟ إنها لم تكلفك شيئاًَ بل عدت منها بالأجر العظيم والثواب الكبير والراحة التي ما بعدها راحة إنها راحة ولذة لم يجد مثلها من يجوب البلاد بالطول والعرض باحثاً عن الراحة... إنها السعادة التي لم يجد مثلها أصحاب المليارات والدور والقصور... {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء87].

مشكور

مشكورين على الاطلالة