علاج نبوي لظاهرة قسوة القلوب

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..
أيها المستمع الكريم المشاهد الكريم أيتها المشاهدة الكريمة
حديثي في هذه الدقائق عن أمر في غاية الأهمية، عن علاج نبوي كريم لظاهرة نعاني منها جميعا.
هذا الزمن إذا أردنا أن نصفه في زماننا اليوم هو زمن القلق زمن الاضطراب زمن القسوة قلة الرحمة تقطع الأرحام تباعد الناس الحياة المادية .. عموما هذه مواصفاتنا اليوم ولا يمكن أن نستكبر عن هذا الوصف.
في ظل هذه القسوة التي انتشرت في القلوب في ظل هذا القلق الذي بدأ يظهر في كثير من مناحي الحياة نجد في صيدلية محمد صلى الله عليه وسلم علاجا عجيبا، يبين لنا ويظهر لنا موطنا من مواطن تتنزل فيها الرحمة فتبعد تلك القسوة.
موطن من المواطن التي تتنزل فيها السكينة فتبعد ذلك القلق فاستمع معي إلى قوله صلى الله عليه وسلم كما في الحديث الصحيح، لا يقعد قوم يذكرون الله، وفي رواية ما اجتمع قوم يذكرون الله أو ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله .. هناك روايات متعددة تشير إلى أن الاجتماع على ذكر الله وفي بعضها على تلاوة كتاب الله وتأمل هذا الكتاب العزيز و تفسيره ومعرفة أحكامه، لا يقعد قوم يذكرون الله إلا .. وتابع معي معجزات نبيك محمد صلى الله عليه وسلم .. حصلت أربع قضايا أساسية نوقن بها يقينا تاما .. ألا أحفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله تبارك وتعالى فيمن عنده ...
إذن هي معوزات نبوية أربع .. ما تجتمع أنت وزوجتك الكريمة أنت والزوجة وأبناؤك، أنت وإخوانك في بيتك أنت وسائر من تعرف من الأخوة والأخوات تجتمع .. طبعا الاجتماع في المساجد أخواتنا في مصليات النساء، أخواننا في مساجد في بيوت الله، الاجتماع على طاعة الله بضوابطه وأحكامه الشرعية .. ما اجتمع قوم يذكرون الله إلا حصلت هذه المعوزات الأربع التي نوقن بها ونؤمن بها على ما أخبرنا بها النبي ص.
وأنا أريد أن أتحدث خاصة في بيوتنا نحيي هذا الاجتماع في بيوتنا مع الزوجة مع الأبناء مع البنات أن يكون لنا حظا من مجالس الذكر ..
أول موعود نبوي إلا حفتهم الملائكة وهذا هو تفسير حف الملائكة لنا عند مجالس الذكر يفسره حديث آخر للنبي صلى الله عليه وسلم يقول فيه صلى الله عليه وسلم في أمر عجيب، يصف لنا حال بعض الملائكة في حديث متفق عليه حديث الملائكة السيارة في الطرقات يلتمسون حلق أهل الذكر منكم هذه الملائكة عملها الأساسي تتلمس من اجتمع على ذكر الله وعلى طاعة الله.
ثم بعد ذلك يعرجون إلى الله سبحانه وتعالى يسألهم الله عز وهو أعلم كيف وجدتم عبادي يقولون وجدناهم يسبحونك ويكبرونك ويهللونك وفي رواية ويمجدونك ويعظمونك فيقول لهم تبارك تعالى وهو أعلم ماذا يطلبون يقولون يطلبون جنتك، فيقول تعالى وهو أعلم وهل رأوها؟ يقولون لا يا رب .. فيقول وماذا لو رأوها ... إلى آخر الحديث ....... فيقول الله تعالى في آخر الحديث أشهدكم يا ملائكتي أني قد غفرت لهم.
يقول ملك من الملائكة فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة له .. فيقول الله تبارك وتعالى هم الجلساء .. ينادي منادي هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم ... مجلس خير لا يشقى فيه أحد أبدا.
إذن إذا أحيينا مجالس الذكر في بيوتنا فهذا أو موعود نبوي نسأل الله تبارك وتعالى أن يصيبنا إياه هو أن لا يقوم أهل هذا المجلس إلا وقد غفرت الذنوب، ثم قال صلى الله عليه وسلم وغشيتهم الرحمة ونحن كما قلنا في زمن القلق زمن القسوة .. الرجل يشكو من قسوة في قلب زوجته المرأة تشكو من قسوة في قلب زوجها الرجل يشكو لك ويقول لك أجد قسوة في قلب ابني قلب ابنتي هذه القسوة التي بدأت تعود وانقطاع في صلة الرحم نسأل الله السلامة والعافية .. مجتمعات نعرفها بأكملها كانت من أكثر المجتمعات في صلة الرحم تأثرت بالحياة المادية وأصبحت صلة الرحم أمرا نادرا.
فهذه القسوة التي أبعدت هذه الرحمة هذه القسوة التي نجدها في حياتنا يحتاج إلى مواقت تحتاج إلى ساعات تتنزل فيها رحمة الله تبارك وتعالى علينا.
يقول صلى الله عليه وسلم وغشيتهم الرحمة ..نسأل الله تبارك وتعالى ألا نحرم من هذه الرحمات في بيوتنا ومجالسنا.
ثم موعدو ثالث آخر يقول فيه صلى الله عليه وسلم ونزلت عليهم السكينة ... والسكينة هي الطمأنينة هي الراحة، هذا القلب القلق اليوم قلق عجيب على طلب الرزق قلق على أمر الأولاد قلق على أمر البنات قلق على أمر الشغل قلق على أمر الشقة والسكن قلق على أمر السيارة والانتقال قلق على أمر الوظيفة قلق سياسي قلق اجتماعي قلق اقتصادي قلق في داخل البيوت، هذا القلق يحتاج إلى موطن معين نجد فيه راحة لهذه النفوس .. من هذه المواقف مجالس الذكر .. نزلت عليهم السكينة أي أنك إذا اجتمعت مع زوجتك وأبنائك وبناتك في البيت تتلون كتاب الله وتدارسونه فيما بينكم واجتمعت على الحديث النبوي واجتمعتم على حلقة الذكر لله سبحانه وتعالى ... يسبحونك يكبرونك يهللونك يمجدونك يحمدونك وفي رواية أخرى يصلون على نبيك في أي رواية من الروايات ما دمت اجتمعت على طاعة الله أنت معرض لنزول هذه السكينة، وهذا موعود نبوي يجب أن توقن به.




الموعود الرابع هو في قوله صلى الله عليه وسلم وهو من أعظم الموعودات هو أن تذكر في ملأ خير من الملأ الذي أنت فيه، أنت عندما تجتمع مع زوجتك وأولادك وبناتك أنت موعود من نبيك صلى الله عليه وسلم إذا اجتمعت على ذكر الله موعود أن تذكر عند الله في ملأ أعلى .. موعود بهذا الوعد ونبينا صلى الله عليه وسلم كلامه صدق وحق وعدل عليه الصلاة والسلام فهو لا ينطق عن الهوى.
فإذا استحضرنا أننا إذا اجتمعنا مع أولادنا وبناتنا مع الزوجة مع إخواننا في بيوتنا وطبعا في بيوت الله تبارك وتعالى أو في المراكز التي فيها مجال لهذا الذكر وهذا العلم وهذا النور فنحن موعودون بأن نذكر عند الله في الملأ الأعلى.
بالله عليكم أي شرف أعظم من هذا الشرف أي شرف أن نذكر عند الله في الملأ الأعلى أي شرف أن نعرف عند ملائكة السماء .. أنت عندما تقبض هذه الأرواح وتصعد بها الملائكة إلى الله تبارك وتعالى وينادى بها عند أبواب السماء الأولى حتى يفتح لها أبواب السماء يقولون من معكم؟ يقولون فلان ابن فلان بأحب الأسماء إليه هذا الاسم قد عرفته الملائكة من قبل عرفوه بأنه من الذاكرين لله تعالى والذاكرات فتفتح لهم أبواب السماء .. سماء بعد سماء إلى أن تصعد الروح بين يدي الله سبحانه وتعالى ثم تعاد إلى الأرض لما قدره الله سبحانه وتعالى لها من القدر بعد ذلك.
إذن أنت تتشرف أنت والزوجة والأولاد والبنات في لقاء في اجتماع مدة عشر دقائق على ذكر الله سبحانه وتعالى تتشرفون بأن تذكروا في ملأ خير من هذا الملأ .. تذكرون عند الله تبارك وتعالى.
ولذلك هنا يحضرني القصة التي جاءت في ترجمة أبي بن كعب رضي الله عنه وأرضاه عندما قال له النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر وهذه كنيته إني أمرت أن أقرأ عليك القرآن .. قال يا رسول الله أو ذكرت هناك .. مادام يقول له النبي صلى الله عليه وسلم إني أمرت أن أقرأ عليك القرآن أي أنه ذكر باسمه .. فقال له صلى الله عليه وسلم نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى لأنك ذكرت باسمك ونسبك عند الله سبحانه وتعالى، فبكى رضي الله عنه وأرضاه ثم قال اقرأ إذن يا رسول الله.
أنت تتشرف بالله عليك أي شرف تجلبه على أبنائك أكثر من أن يذكرون عند الله سبحانه وتعالى عز وجل أي شرف تجلبه على زوجتك أكثر من أن تذكر عند الله عز وجل أي شرف تجلبه المرأة لزوجها بأن يذكر هذا الزوج في ملأ خير من ملأه.
نحن بحاجة إلى أن نعيد مجالس الذكر مكانتها في بيوتنا .. بيوت المسلمين قديما لم تكن تخلوا إما من حلقة علم أو حلقة ذكر لم يكن يخلوا بيت من بيوت أهل الإسلام أما من عالم يعلم الناس شرائع الإسلام أو من عابد يتعبد بين يدي الله تبارك وتعالى في الليل والنهار.
نحن نحتاج أن نبحث عن المواطن التي تغشانا فيه الرحمات وتتنزل فيها علينا سكينة الله تبارك وتعالى.
لا يقعد قوم .. احفظوا هذا الحديث .. لا يقعد قوم يذكرون الله إلا حفتهم الملائكة وغشيتهم الرحمة ونزلت عليهم السكينة وذكرهم الله عز وجل فيمن عنده.
اللهم يا حي يا قيوم نسألك أن تجعلنا من أهل مجالس الذكر الذين يذكرون في الملأ الأعلى يا رب العالمين اللهم طيب ذكرنا عندك يا رب العالمين اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين يا حي يا قيوم برحمتك نستغيث وإلى لقاء قادم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته