التركيز و علاقته بالنجاح

من حقنا أن نتعجب من بعض الناجحين في حياتنا
الأحياء منهم والأموات
من نعرفهم شخصيا أو نسمع أو نقرأ عنهم
ومن حقها علينا علامة الاستفهام أن تفرض نفسها في كل مرة نسمع أو نرى أحد الناجحين الذين نتعجب من نجاحهم
"كيف حقق/حققت هذا النجاح"؟!
"كيف وصل/وصلت إلى هذا التميز"؟!
سؤال أو أسئلة طبيعية جدا
هذا السؤال ليس له جنسية أو مقومات وليس له علاقة بالمؤهلات
العامي والمتعلم – الكبير والصغير- الطالب والموظف- الذكر والأنثى...الخ!!
سؤال يطرحه الجميع
لكنهم يختلفون في التعامل معه والتوقف عنده
هناك – عندي - ما هو أعجب أو يساوي نجاح الناجحين المتميزين!!!
"إن من يصل إلى إجابة لتلك الأسئلة" لهو عندي لا يقل خطورة ونجاحا من الناجحين أنفسهم
لأن الإجابة ليست سهلة ولأن هناك من أفنوا أعمارهم في البحث عن إجابة حقيقية قابلة للتطبيق ولم يفلحوا
وهناك من يئس واستسلم
وهناك من توقف عند حافة السؤال ولم يقدم خطوة واحدة
وهناك من قام بأكثر من ذلك
لم يصل إلى الإجابة فحسب
بل استطاع أن يساعد أو أن يسهل على الناس الوصول إلى الإجابة
هو أيضا خطير بل أخطر
هذا المنتدى
وهذا الموقع
وهذه الطاقات والقدرات
وهذا العمل والإنجاز
وهذا الذي يقف خلف ذلك كله
من قدم للناس خدمة العمر
من بدد علامات الاستفهام الجاثمة على صدور الكثيرين
الذين أعيتهم الحيلة في التخلص من تلك العلامات الثقيلة
من – باختصار- سهّل رسم الخريطة الشخصية (خريطة النجاح) لمن بحث عنها
نحن في هذا المنتدى – كما أظن – نحاول أن نكون أحد اثنين:
الأول:يبحث عن الإجابة من خلال المشاركة في الاختبار ومن خلال تبادل الخبرات مع أعضاء المنتدى
الثاني: يحاول مساعدة الآخرين في الوصول إلى الإجابة الحقيقية المناسبة.
من الممكن جدا أن نكون الاثنين معا
ما أتمناه هو أن نتطور إلى أن نكون الثاني وهذا هو أيضا هدف الجميع كما أظن؟
كلنا ممتنون لمن يقف خلف هذا كله
كلنا مدينون للدكتور حمد الصقر
بوركت وبوركت جهودك
سأبدأ – بعد إذنكم – بذكر بعض المميزات المشتركة بين المتميزين أو من نسميهم الناجحين،وسأكتفي بميزة واحدة، آمنت شخصيا أنها أخطر الميزات وسأترك الباقي لغيري من الزملاء الأعضاء والمشاركين،وأتمنى أن أوفق في كلامي:
"ميزة التركيز" مشتركة بين كل من نطلق عليهم الناجحين /المتميزين.
مثال توضيحي:بعض الزعماء/ العلماء/الشعراء/الفنانين/الكتاب/اللاعبين/التجار/الإعلاميين/.....الخ
لم يصل أحدهم إلى ماوصل إليه من نجاح أو تميز فاق أقرانه إلا بالتركيز
أو بمعنى آخر: ميزة التركيز كانت حاضرة ومشتركة بين أولئك كلهم ولايمكن أن تخلو من أحدهم
لكن مالمقصود بالتركيز؟
أقصد بالتركيز الذي أوصل المتميزين إلى ماوصلوا إليه
هو: ما يعنيه السؤال الذي طرحه على نفسه كل متميز،أو ما كان يقوله كل واحد منهم في نفسه من مثل:
الزعيم يقول:" أنا زعيم يعني لازم أكون زعيم"ولازم أعرف الطرق التي توصلني للزعامة وأركز
والعالم يقول:"أنا عالم يعني لازم اكون عالم " ولازم أعرف الطرق التي توصلني لتلك المكانة وأركز
واللاعب يقول نفس الشيئ والفنان والإعلامي والشاعر والصحفي والكاتب والتاجر والسباك والنجار والمهندس والطبيب والمعلم ووووو......الخ
كلهم يحثون أنفسهم بمثل هذا الشيء ولا يكتفون بهذا الحديث فقط بل يعملون و"يركزون على مايريدون
يعني : أنه لايحرفهم عما يريدون أي شيء ولو حدث لهم عارض فهم يجعلونه مؤقتا وليس دائما
يعني مرة أخرى"أنهم مركزون على مايريدون"
والسؤال الذي يطرح نفسه علي بقوة من خلال هذه المشاركة وأتمنى الإجابة عليه أو مساعدتي في الإجابة:
"هل يستطيع الواحد أن يركز وهو لايعرف ماذا يريد أن يكون؟"
هل يستطيع أي منا أن يستخدم هذه الميزة إذا آمن بها مثلي وهو لا يعرف بالضبط ماذا يريد أن يكون في النهاية؟هل يستطيع المتردد أو المتخبط أو التائه والمحتار أن يركز،وإذا ركز هل سيستمر في هذا التركيز؟
أترك الإجابة للإخوة الزملاء المشاركين لعلهم يفيدونني في تلاشي علامات الاستفهام التي في رأسي.
بوركتم

نشكر العضو hisokane على طرحه وأسلوبه الممتع في تناول موضوع التركيز حيث يتضح أن مهارة التركيز تعتبر من المهارات التي تؤدي إلى النجاح والتميز، ولكن ما المقصود بالتركيز؟ التركيز هو عمل شيء واحد بوقت بواحد، هذا التعريف البسيط للتركيز...ولكن بالطبع هذا لا يكفي حتى يتم تحويل هذا التعريف البسيط إلى مهارة تطبيقية في حياتنا، فكيف السبيل إلى هذا؟
لقد وجد من خلال البحث العلمي أن هذه المهارة مشتركة بين المتميزين، وأنهم أي المتميزون يقومون باختيار مجال معين بناء على نمط شخصياتهم وميولهم ويقومون بالتركيز على هذا المجال. كلنا يدرك أن الحياة جميلة وأن بها من المغريات ما يجعلنا نتحول من مجال إلى آخر...فهذا المجال جديد..وذاك المجال مفيد..وهذا المجال له مستقبل ..وذاك المجال يربح أكثر....وهكذا. الحياة حلوة نظرة ولكن ما لم نوطن أنفسنا ونقوم باختيار المجال المناسب لنا ونعمل جاهدين على تنميته وتطويرة والاستزادة منه والوقوف على آخر مستجداته فإنه من الصعوبة أن نتميز.
من المعروف أن الناس في هذا الصدد نوعان: النوع الأول سطحي مجمل والآخر محدد عميق. فالأول يحاول معرفة كل شي ولكنه سطحي في معلوماته مثال يريد أن يعرف عن الأسهم والعقار والسياسة والاقتصاد وعلم البيئة والرياضة وغيرها وتجده يتحدث في المجالس عن كل شيء تقريباً ولكن ليس له مجال أو تخصص معين. أما الآخر فلدية مجال محدد ولكنه عميق في فهم ذلك المجال وتعلم مهاراته والوقوف على الجديد منه. ولا نقصد هنا أن الشخص المحدد العميق ليس له اطلاعات أخرى، ولكن له تركيز خاص على الموضوع الذي أختار أن يركز ويتميز به.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل أنت سطحي مجمل أو محدد عميق؟