في زمن طغى فيه الزيف على كل شيء
في دهر غطى فيه الكذب على الصدق
والفضيلة على الرذيلة
اجلس القرفصاء في غرفتي الصغيرة محاطة بالازهار والاثاث
والتفت حولي وانصت فلا اجد سوى الصمت
افتح النافذة بحثا عن انس او انسان
عن عائلة متحابة تمر في الاسفل
عن سرب من الطيور المهاجرة
عن حمامة تبحث عن رزقها
عن غيمة تتشكل على صورة
سماء صافية
وافق فارغ
وشارع هادئ
ولا شيء يشق الهدوء
لحظات من الرتابة والتكرار في هذا الوقت من النهار
العودة الى ما كنت عليه هي افضل
حتى وان كان لا شيء على الاطلاق
فجاة تشق نسمة بسيطة كل الصمت وكل الرتابة
وتعود معظم الامور الى رتابتها
هي مجرد نسمة صغيرة
هي مجرد نسمة صغيرة
ذكرتني بصوت خطوات
وحملت الى ثغري والى قلبي بسمة صغيرة هادئة راضية
حين يخطو نحوي كنت اسمع صوت الرياح
حين يتقدم نحوي كانت تهب النسمات
وحين يبتسم ليلا تسطع شمس النهار
تبسمت عن رضى
وقلبي يستحضر ذكريات كثيرة
وامورا كثيرة
كان اغرب ما لدي علاقته بالنسمات
والريح وهبات الهواء
تذكرت يوما من تلك الأيام
وذكرى من تلك الذكريات
حين وصف لي مدى عشقه للبحر
والماء والشلالات والانهار
كان يعشق الامواج
اما انا فكنت اعشق الرياح
في لحظة قاتلة عاد لي الصمت
وفكرت
تلك الامواج كانت تتلاعب بها الرياح مثل السنابل الصغيرة في الحقل الفسيح
وتلك الريح تكون الماء بذرتين
شتان ما بين تفكيري وتفكيره
اغلقت نافذتي ووقفت مفكرة
هل الاشياء الجميلة مقدر لها ان تنتهي؟
هل الاشياء الجميلة مصيرها الفناء؟
مثل تلك الزهرة البيضاء التي امامي.. ستذبل في النهاية..